طريق الفيل من الآثار الباقية من حقبة ما قبل الإسلام
يعد طريق الفيل من أشهر المواقع الأثرية بمنطقة الباحة تحديداً بمحافظة العقيق ويمر هذا الطريق عبر منطقة الباحة شمالاً إلى مكة المكرمة ماراً بشمال العقيق ويقطع جزءً من الجهة الشرقية لمنطقة الباحة متجهاً إلى الحجاز شمال محافظة جرب ماراً بقرية الحائط شمال قرية البعيثة . ويبعد عن منطقة الباحة مسافة 90 كم وهو طريق تاريخي ارتبط بقصة شهيره وهي قصة ابرهه الأشرم الحبشي الذي حاول هدم الكعبة بجيش كبير تصحبهم الفيلة .
ومنطقة الباحة كانت إحدى المحطات التي مر بها الجيش وهو طريق مرصوف بالحجارة من ركام الحجر مبنية بشكل مبسط انهار معظم اجزائه ويوجد به عتبات لتصريف مياه السيول حتى لا يثاثر الرصف . كما يوجد به محطات لتوقف القوافل والجيوش للاستراحة .
- لم يكن للعرب دور في الأرض. بل لم يكن لهم كيان قبل الإسلام بل كانوا فى حالة تفكك وضياع ، فلما جاء الإسلام أصبح لهم دور عالمي يؤدونه. وأصبحت لهم قوة دولية يحسب لها حساب. قوة جارفة تكتسح الممالك وتحطم العروش, وتتولى قيادة البشرية بعد أن تزيح القيادات الضالة. ولكن الذي هيأ للعرب هذا لأول مرة في تاريخهم هو أنهم نسوا أنهم عرب! نسوا نعرة الجنس , وعصبية العنصر , وذكروا أنهم ومسلمون ؛ مسلمون فقط.
- عظمة البيت الحرام ومنزلته فى نفوس العرب ، يتجلى ذلك عندما قام عربى بالعبث بالبيت الذى بناه أبرهة فى اليمن وسماه " القليس " ليصرف الناس عن الحج إلى البيت الحرام .
- لم يجعل الله حماية بيته لمشركى مكة الذين كانوا يعبدون الأصنام بل تكفل بحمايته بنفسه، وجاءت قدرته الغالبة لترد هذا العدوان عن البيت الحرام .
- إن الاعتداء على المقدسات منذ القدم وينبع من حقد دفين على هذه المقدسات وأصحابها .
- هزيمة أصحاب الفيل تثبت أن هذا البيت سيبقى عتيقا من سلطان المتسلطين , مصونا من كيد الكائدين ، وحقد الحاقدين ، واعتداء المعتدين .
- وجوب إعداد القوة العسكرية والمادية للدفاع عن المقدسات الإسلامية ، فالله حمى بيته فى يوم لم يكن فيه مسلم واحد فى مكة ، أما اليوم فالمسلمون مليار ونصف المليار وهم مطالبون بالدفاع عن دينهم ومقدساتهم .
- الكون كله مسخر لله وحده ، منقاد لعظمته وقدرته ، فالفيل يعصى أمر سادته من البشر ويطيع أمر خالقه وسيده المطلق جل وعلا ، ويرفض التقدم خطوة واحدة صوب الكعبة شرفها الله ، وكذلك الطير الأبابيل تطيع أمر الله فى إهلاك المجرمين .
- إن كفار مكة كانوا مؤمنين بوجود الله لكنهم كانوا يشركون معه فى العبادة آلهة أخرى هى أصنامهم التى كانت حول الكعبة ، وليس أدل على ذلك من قول عبدالمطلب لأبرهة " للبيت رب يحميه " .
- الكبر والغرور كان سبب الهلاك والخسران لأبرهة الحبشى فى الدنيا والآخرة .
وبعد أن انتشر الإسلام أصبح ذلك الطريق محجة لأهل صنعاء وحضرموت ، وقلّت أهميته التجارية بعد أن اتسعت رقعة الدولة الإسلامية ، واختلفت طبيعة التجارة وطرقها في العصر الإسلامي عن العصور السابقة .
ولهذا الطريق بقايا غير مندرسة في المملكة العربية السعودية بدءا بسراة عبيدة وانتهاء بمكة المكرمة ، ولكن أفضل جزء منه هو الجزء الواقع في منطقة الباحة
وقد مسح جزء من درب الفيل في عمل آثاري أكاديمي في عام 1996م ، ولكن لم تقم دراسة أكاديمية جادة بدارسة عامة للطريق ، ومافيه من كتابات ورسومات ونقوش .
و في الحقيقة أنني قمت بزيارة الجزء الموجود في منطقة الباحة أكثر من مرة ، ولحظت أن الطريق في بعض أجزائه مرصوف بالحجارة ، وخصوصاً في مواضع الحرات ذات الحجارة البركانية ، ويبلغ عرض الطريق نحو خمسة أمتار تقريبا ، كما اكتشفت فيه بعض النقوش بخط المسند وبالخط الكوفي ، وقمت بتصويرها .
وفي فترة سابقة كنت قد اقترحت أن طريق التجارة الدولية القديمة المسمى بدرب الفيل هو ليس الطريق كاملة بل إن الطريق تنقسم قسمين الطريق الممتدة شرقي جبال السروات وهي الطريق الخروج من اليمن شمالاً بدليل مرور الفيل بها ، وطريق الذهاب إلى اليمن وهو الطريق التهامي بدليل ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه تجر في سوق حباشة الواقع في المعقص من تهامة ، وما زالت هنالك بعض آثار طريق بالقرب من سوق حباشة عند جبل صفاء على حدود غامد الزناد وبلقرن .
وقريش في تجارتها كانت تذهب إلى اليمن من تهامة ، ولكن الإياب إلى مكة يكون بسلوكها لدرب الفيل ، وفي ذلك تتم مراعاة أمرين : الأمر الأول الظروف المناخية ، والأمر الآخر المرور على أكثر أسواق العرب .
وانقسام هذه الطريق إلى جزأين رئيسين للذهاب وللإياب هو رأي جديد لم يشر إليه أحد من المؤرخين .
إما الإشارات التأريخية لهذه الطريق فنجدها وافية في صفة جزيرة العرب للهمداني الذي أشار إلى محجة صنعاء في تهامة إلى أن قال في تحديد الأجزاء المحاذية لمنطقة الباحة : " ثمّ المعقد ثم حلي ثم الجو ثم الجوينية من قنونا وتسمى القناة ثم دوقة وهي للعبديين من بقايا جرهم ثم إلى السرين ... والمحجة القديمة ترتفع إلى حلي العليا ، وتسمى حلية ، وإليها ينسب أسود حلية ، وهي التي يعني الشنفرى بقوله :
لها أرج من حولها مسنت
ثم إلى عشم ثم على الليث
أما النص الآخر الذي يصف درب الفيل أي الجزء الشرقي من طريق التجارة فقد أشار إليها الهمداني في شرحه لأرجوزة الحج لأحمد بن عيسى الرداعي ، والجزء المحاذي لمنطقة الباحة يتمثل في قوله : "
ثم على الرفضة تأتم كرا = ثم بشريانة لا حيث القرى
ثم راخا إذ تعد كـــــــررا = بها ترى ذاك البريد الأغبرا
ثم الكراع ولهن ريــــــده = ينسلن للمعلف من أبيده "
0 التعليقات :