قلعة شعار التاريخية عسير
"N 18°26'10" E 42°28'15
رغم قصر المدة التي قضاها العثمانيون في منطقة عسير, حوالي نصف قرن من الزمان من عام (1289-1337هـ/1872-1918م) , فضلاً عن حالة عدم الاستقرار التي كانت تسود المنطقة, فقد أنشأ العثمانيون بعض الاستحكامات الحربية لكي يقوا عسكرهم غائلة الهجمات المفاجئة والثورات والحروب التي كان يشنها أهل عسير
ومن القلاع التي شيدت في العصر العثماني في منطقة عسير قلعة شعار, تقع هذه القلعة على رأس العقبة شعار (تيه) التي نسبت إليها , وهي تبعد عن مدينة أبها مسافة 28كم تجاه الشمال
وقد شيدت القلعة على مساحة من الأرض شبه مستوية ترتفع عن مستوى سطح البحر حوالي 1400-2800م وتصل من الجهة الغربية على وادي تيه مباشرة, أما من الجهات الشرقية والشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية فتحيط بالقلعة مساحة شاسعة من الأرض تخترقها بعض الأودية المنحدرة من التلال الجبلية المحيطة بهذه المساحة من الجهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية
وتمكن أهمية هذا الموقع الحربي في أنه يشرف إشرافاً ًمباشراً على الطريق المنحدر من عقبة شعار باتجاه وادي تيه في تهامة, حيث يمكن عن طريق القلعة السيطرة على العقبة, وفي الوقت نفسه حماية طريق المواصلات الذي كانت تسلكه القوات العثمانية فيما بين القنفذ ة على البحر الأحمر, ومحا يل – شعار – أبها, لوصول إمداداتهم ومعداتهم ومؤنهم إلى قاعدتهم
أبها ولاسيما وأن هذه الطريق تمتاز بالقصر من ناحية و بسهولة تعبيدها من ناحية أخرى
وقد تم تشييد القلعة على ثلاث مراحل رئيسية الأولى تعود لسنة 1289هـ/ 1872م بعد ضم القوات العثمانية لمنطقة عسير حيث شيدت هذه القلعة, والتي ظلت قائمة حتى عام 1294هـ /1876م ثم تعرضت للتخريب نتيجة ثورات أهالي عسير ثم تم تجديد القلعة من قبل القائد العسكري سليمان باشا عام 1326هـ/1908م, وعندما تولى القائد التركي محمد محي الدين باشا متصرفية لواء عسير (1331-1337هـ/ 1913-1918م) أمر بتحديد القلعة وتشييد ساحة للتدريب في الجهة الشرقية من القلعة
والقلعة الآن قد أصابها الخراب وتهدمت أغلب أجزائها ودرست معظم معالمها
وللقلعة مدخل إلى الجنوب الشرقي عبارة عن فتحة عادية اتساعها 2 م مبنى بالأحجار غير المربوطة بالحائط الأصلي, أما الجانب الآخر للمدخل فيتمثل في جدار الغرفة
ويؤدي المدخل إلى ممر بنفس سعة المدخل ينحرف بعدها جهة الغرب قليلاً ويكتنفه شرقاً غرفة أخرى بها مزغل واحد, بالقسم الشمالي منها حنية عميقة نصف دائرية, ربما كانت تستعمل برجاً, يليها ثلاث حجرات متجاورة ببعضها مزاغل, يتصل بها شكل عبارة عن برج دائري مطمور الجزء السفلي منه يصعد إليه بواسطة منحدر حجري يلاصقه, وبهذا البرج فتحات للمدافع في اتجاهات مختلفة, يلاصقه برج آخر على شكل نصف دائرة ويحتوي على فتحة للرماية إلى الشمال الغربي من القلعة, ويمكن الوصول إلى هذا البرج بواسطة منحدر حجري, يجاور هذا البرج حجرتان واحدة فوق الأخرى تستعمل العلوية منظرة ومكاناً للمدفعية, حيث تشتمل على فتحة سعتها 1,20م تتجه نحو الشمال أما الغرفة السفلية فتشتمل أيضاً على فتحة للمدفعية, يلاصق الحجرتان برج مربع الشكل تقريباً به أربع فتحات اتساع الواحدة منها 60,. م وهي للمراقبة في الجهة الشمالية والغربية وكذلك لإطلاق المدفعية
وبالقرب من هذا البرج دورة مياه ذات مدخلين تلاصق سور القلعة الغربي الذي يبلغ طوله 20,45م وسمكه80 ,0 م وارتفاعه الحالي 1 م يتخلله عشرون فتحة للمدفعية، وخلف السور مباشرة من الداخل بناية تمتد بامتداد السور تمثل ممرًا أو قاعدة توضع عليها المدافع عرضه 80 ,0 م
يتوسط القلعة فناء مستطيل يمتاز بتدرج أرضيته ليسمح لمياه الأمطار بسرعة جريانها على خارج القلعة فلا تتأثر جدرانها بها، ثم مجموعة أخرى من الغرف لإدارة القلعة وللجنود، تشتمل على فتحات المزاغل والمدفعية، وكذلك اسبطل للخيل، مقسم إلى ثلاث أقسام، تشتمل على فتحات لرمي النيران، يجاوره مبنى يشتمل على فرنين متجاورين لإمداد الجنود بالخبز. كذلك أنشئ خارج القلعة في الجهة الجنوبية الشرقية منها ساحة لتدريب الجنود يتصل ضلعها الغربي مباشرة بجدار القلعة، وأبعاد هذه الساحة فهي 30, 21 م للضلع الشرقي، 15, 20 م للضلع الغربي 85, 26 م للضلع الجنوبي، 20, 26 م للضلع الشمالي، يحيط بهذه الساحة جدار من الأحجار سمكه 50 ,م، وهذه المساحة يتخلل أسوارها سواتر حجرية من حجر الجرانيت، شأنها شأن بقية مباني القلعة
وبخصوص المصدر المائي للقلعة، فإنها كانت تزود بمصدرين مائيين. الأول عبارة عن بئر مجاورة للقلعة من الجهة الشمالية الغربية، المصدر الثاني على مقربة من القلعة وعلى بعد 150م يوجد خزان للمياه مستطيل الشكل تحيط بجدرانه من الخارج سنادات داعمة، وطلي هذا الخزان من الداخل والخارج بالملاط وهو بمثابة الخزان الاحتياطي المائي للقلعة
والقلعة بما تشتمل عليه من مفردات معمارية تضم الساحة الفضاء والصحن الأوسط المكشوف ومجموعة الحجرات والأبراج وما تشتمل عليه من فتحات الرمي بالنيران سواء أكانت مدفعية أم بنادق في مستويين للدفاع، جميعها تمثل الخصائص المعروفة في العمارة العثمانية غير أن هذه القلعة تمتاز باشتمالها على ساحة للتدريب العسكري للجنود خارج القلعة
يحيط بالقلعة ثمانية أبراج للمراقبة, ستة من ناحية الشرق واحد من ناحية الغرب وآخر جنوب
كان الغرض من المعسكر الحربي في عهد الأتراك هو حماية خط المواصلات الرئيس بين أبها وميناء القنفذة على البحر الأحمر
كانت القلعة والمعسكرات الصغيرة, والثكنات في حالة سيئة من الدمار في عام 1936م, تم نزع كل الأجزاء الخشبية بواسطة رجال القبائل في المنطقة لأجل استخدامه للوقود وأصبحت الثكنات هياكل بأبواب فارغة ونوافذ تصرخ الرياح خلالها في دوي مخيف كانت تغطي مساحات كبيرة من الجرف العالي الذي يسيطر على الهاوية والساحة
المصادر:
العمارة الحربية في الجزيرة العربية
مرتفعات الجزيرة العربية
0 التعليقات :