لقد اشتهر رجال ألمع بمشاركتهم في الحروب منذ زمن بعيد, وهنا أشهر المعارك التي شاركوا فيها:
ذكر الطبري انهم شاركوا مع بارق وغامد في (700) مجاهد - عامتهم من بارق - في معركة القادسية.
شاركوا في حماية المدينة المنورة كحامية مرابطة هناك.
استبسل رجال عسير - ومنهم رجال ألمع - في معركة بسل قرب الطائف ضد قوات محمد علي باشا وبقوا في ساحة المعركة حتى استشهدوا بعد أن فر جميع أعوانهم , ويذكر بوركهارت أنهم ربطوا أرجلهم ببعض عندما رؤوا فرار أعوانهم.
في عام (1238 هـ) اتفق رجال ألمع وبنو مغيد على الإطاحة بحكم الشريف اناذلك التابع للدولة العثمانية في عسير ويقول أحد شعرائهم آنذاك:
الـمجـمـعـة للـخيـر مجمعـا... من حيث صلح مغيد وألمعا... والخـيـر أمسى في سعودها
وقد نجح ذلك الانقلاب والذي كان بقيادة (سعيد بن مسلط) وأصبح بذلك أميراً لعسير.
أدركت الدولة العثمانية خطورة تلك الحركات السياسية النشطة في رجال ألمع أثناء فترة حكمها, فأعدت جيشاً ضخماً للقضاء عليها بقيادة أحمد باشا وكان عدد الجيش (50000) مقاتل، فتمكن من احتلال الخميس وأبها والسقا ولكنه هُزم في رجال ألمع, وعندها قامت قبائل عسير بإرغامه على توقيع اتفاقية تقضي باستقلال عسير عن الدولة العثمانية, وتم ذلك في (11 محرم 1241 هـ)، وكانت تلك الاتفاقية أول اتفاقية من نوعها في الجزيرة العربية.
تمكن رجال ألمع من هزيمة إبراهيم باشا هزيمة ساحقة عندما أراد تأديبهم لعدم خضوعهم للدولة العثمانية في عام 1251 هـ, ويجدر بالذكر هنا أن إبراهيم باشا هو الذي أسقط الدولة السعودية الأولى التي امتدت رقعة أراضيها لمعظم أرجاء الجزيرة العربية وبعض أجزاء الشام.
شارك رجال ألمع بأعداد ضخمة من قواتهم في جيش الأمير عايض بن مرعي وفي عهد ابنه محمد, وشاركوا في ضم أجزاء من اليمن لعسير, بما في ذلك صنعاء , ومن أقوال شعراء رجال ألمع في تلك المعارك:
محافظة رجال ألمع يالأمير اسمع كلام أهــل العزايم... قد وعدنا الطير باسوار الحديْـدَة
وان يضل الترك بيدينا لزايم... وان نرَوّحْ باشة أهل الشام ريدة
محافظة رجال ألمع
اعترف القائد التركي سليمان باشا, وكان متصرف الدولة العثمانية في عسير بقوة رجال ألمع حيث يقول في مذكراته: "والإدريسي يعلم حق العلم أنني لا أوافق على الخروج من أبها إلى رجال ألمع محافظة على نفوذ الحكم وخوفا من إلقاء حياتي في التهلكة.
ويقول أيضاً: "ولأجل النزول من أبها إلى محايل لا بد من المرور بعقبة تسمى "عقبة القضاء"، وهي جبال ربيعة ورفيدة المشرفة على رجال ألمع وتعد من أراضي آل موسى, غير أنه عند الانحدار منها يصبح الجند معرضاً من الجناح لهجوم قبائل رجال ألمع عليه, فليس من الجائز القيام بحركة عسكرية في هذه الجهات إلا بعد الاتفاق مع رجال ألمع.
شارك رجال ألمع في حرب القهر بأكبر عدد من المقاتلين حيث بلغ عددهم (250 مقاتل) يليهم شهران (200 مقاتل) يليهم بني شهر (140 مقاتل) يليهم بني عمرو.
كانت قبائل رجال ألمع تمثل عقبة وعرة في طريق الوصول إلى عائض بن مرعي بالنسبة للعثمانيين, حيث كانوا أقوى قوة مساندة لهذا الأمير, يقول أحمد باشا في رسالة أرسلها إلى محمد علي باشا: "لئن تألفنا رجال ألمع لهان أمر عائض وريدة. ".
نظراً لتفوق رجال ألمع العسكري, فقد حاول أحمد باشا تجنيدهم بأضعاف ما يعطي غيرهم من العرب. حيث عرض عليهم عشرين ريالاً فرانسه لكل شيخ يرأس مئة جندي, وأربعة ريالات فرانسة لكل جندي من رجال ألمع. وحاول أن يقنع محمد علي بذلك ليحولوا بينهم وبين الاتصال بعائض بن مرعي. وكان أحمد باشا على استعداد للذهاب إلى (أبو عريش) لأجل هذه المهمة, لكن الخديوية رفضت هذا الاقتراح وقطعت عليه مخططه, حيث جاء في ردها:" إن رضيوا أن يأخذوا مثل ما يأخذ العرب الذين قيدوا أنفسهم عسكراً في مكة فبها وإلا فلا يدفع لهم زيادة عليهم . وأن المتتبع للحوادث يجد أن الخديوية قد سدت السبل أمام مخطط أحمد باشا الرامي إلى هدم قوة عائض بن مرعي, فهو يذكر جيداً أن هزيمته عام 1241 هـ/ 1826 م في عسير كانت على يد رجال ألمع (وحدهم), حيث كانوا هم الوحيدون من عسير مع سعيد بن مسلط أمير عسير آنذاك. وكذلك فهو لا يزال يذكر هزيمة إبراهيم باشا أمام رجال ألمع عام 1251 هـ ولذلك فقد عمل أحمد باشا جاهداً لسحب البساط من تحت أرجل عائض بن مرعي فعندما يفقد دعم رجال ألمع فإنه بذلك قد فقد أهم قوة تناصره وتسانده.
في عام 1233 هـ، هاجمت قوة من رجال ألمع بقيادة الشيخ قاسم بن علي قوات الأتراك العائدة من السراة, فأعد حسني باشا جيشاً قوياً لمهاجمة رجال ألمع, وكانت ألمع أحسن حالاً من عسير السراة حيث كانت الحملات المصرية والتركية موجهه، وتمكن الألمعيون من القضاء على تلك الحملة وهزيمتها، وكان الألمعيون قد طلبوا من حمود أبو مسمار الدعم لعدم إمكانية وجود إخوانهم أهل السراة إلى جانبهم لما هم فيه من حال بعد دخول الأتراك طبب، فوجد ذلك شيئاً في نفس حمود فركب موجة المقاومة العسيرية للترك وأرسل قوة مع الحسن بن خالد لدعم رجال ألمع في الحرب. وعلى إثر ذلك, أرسلت القوات العثمانية جيشاً للهجوم على أبو مسمار لوقوفه مع رجال ألمع، وكانت هذه المعركة بالقرب من الدرب فوقف رجال ألمع مع أبو مسمار ردًا لجميله, وتمكنوا من هزيمة الجيش التركي هزيمة ساحقه.
حصلت معركة بين جيش الإدريسي وجيش الشريف في بلاد بللحمر. وكان عدد جيش الإدريسي 4300 رجل, وهم على النحو التالي: رجال ألمع 1000 مقاتل, محايل 800 مقاتل, عسير السراة 700 مقاتل, بللحمر 700 مقاتل, شهران 600 مقاتل, قحطان 500 مقاتل.
وصف كورنواليس قبائل رجال ألمع فقال: ((وعلى الرغم من قلة عددهم مقارنه ببعض القبائل الأخرى ,فهم ربما أكثر القبائل شهرة في الشجاعة والجرأة في الحروب, وفي وحدتهم الداخلية واعتزازهم بأستقلالهم)).
في جمادى الأولى عام 1218 هـ قام خمس مئة مبندق من رجال ألمع بمهاجمة ثمان سفن قادمة من اليمن فتطاردت لمدة يومين ثم غنموها ،وفي ذلك يقول إسماعيل الحفظي في رسالة إلى الأمير عبد الوهاب أبو نقطة: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ومن حقائق هذه الفضيلة، ولأن الله خص بها رجال ألمع في بحر الشقيق اتجهوا بثمان زعايم من سفن المشركين مشحونة من كل نوع قاصدة جدة فاستولى عليها المسلمون، وغنموها وقتلوا من كان معها إلا ثلاثة أنفار من أهل اليمن).
0 التعليقات :