Image بني شهر والعثمانيين وقصة أسر الشيخ شبيلي بن العريف

قصة أسر الشيخ شبيلي بن العريف 

وقائد ظافر بن جاري 

 بعد حصار ابها عام 1328هـ ــ 1329هـ والذي شارك فيه بني شهر بقيادة الشيخ شبيلي وتدخل شريف مكه في فك الحصار وانسحاب قوات الادريسي الى جيزان بقى بني شهر على اتصال معه حتى عام 1332هـ حينما وصل الى إ قليم عسير متصرف جديد وهو محيي الدين باشا آخر متصرف تركي حكم الأفليم فكان أول اهتماماته بناء وتحصين القلاع حول مدينة ابها منها قلعة شعار وقلعة جبل ذره

قلعة جبل ذره

 ومواقع اخرى حتى لايتكرر الحصار مرة أخرى على المتصرفية التركيه الا أن الأقليم حلت به الفوضى وأصبح في وضع حرج لم يستطع السيطرة على القبائل و ضاق به الموقف ذرعا حينما دخـل شريف مكة طرف ثالث في الصراع على عسير بعد أن أنشق عن الدوله العثمانيه بسبب تدخلهم ومساعدتهم لأ المانيا اثناء الحرب العالميه كما بدأ يتدخل في شؤون القبائل دون الرجوع للمتصرف الذي يرى أن تدخله في شؤون القبائل أمر مرفوض 000 ولحاجة الاقليم للأمن والأستقرار ونشر العدل وتمكين الناس من حقوقهم وعجز الادريسي وصل الى سماع الشيخ شبيلي وقبائل بني شهر قيام عبدالعزيز بن سعود في نجد بدعوة التوحيد والانتصارات التي حققها ،ونظرا للوضع العام الذي كان سائدا في المنطقه ورغبة الشيخ شبيلي في استقرار الأقليم مما جعله يكتب خطابا سريا الى ابن سعود يدعوه الى القدوم لعسير لبسط ألأمن والاستقرار ووعده بالدعم والمساعدة وكان ذلك عام 1333هـ ، وسلم الخطاب لشخص من بني شهر وأعطاه 60 ريال فرنسيا وبدلا من أن يذهب لإبن سعود ذهب بالخطاب الى المتصرف العثماني في أبها ( محيي الدين باشا ) وسلمه الخطاب 00 وقد اتضح فيما بعد أن هذا المرسول بعد استلامه الخطاب غادر تنومة الى قضاء النماص في طريقه الى ابن سعود ولكنه أباح بما في الخطاب لأحد ألأشخاص الموالي للعثمانيين حيث أقنعه هذا الشخص أن يسلم الخطاب لمتصرف عسير وقال له سوف يعطيك المتصرف عطايا مالية وهبات 0

لم يكن في البداية من السهل للمتصرف أن يأخذ الشيخ شبيلي وقبائل بني شهر بالعنف ،فأرسل للشيخ شبيلي رساله قال فيها انه يرغب مقابلته فوجدهـا فرصه لمقابلة المتصرف وشرح أوضاع المنطقه والفوضى التي في عسيروعدم وجود سلطة مركزيه تنظم الأقليم00 وتوجه شبيلي الى أبها ومعه 100 من بني شهر وعند وصولهم الى أبها أمر المتصرف بأسر الشيخ شبيلي وسجنه حيث بقى في السجن حوالي ثلاث سنوات لم يفك الحديد من قدميه ، أما المرافقون فقد أمروهم بمغادرة أبها قبل مساء ذلك اليوم ومن وجد سوف يعتقل ويسجن 0 وقد حاول بني شهر وبعض شيوخ عسير في فك الشيخ شبيلي الا انهم لم يجدوا نتيجه وردا على رفض هذا المتصرف تمردت قبائل بالحارث بني شهر وقطعوا الطريق على مجموعة من ألأتراك في تنومه قدموا من أبها متجهين الى الحامية التركية في النماص عام 1335هـ ومنعوهم من مواصلة سيرهم وحدثت اشتباكات بينهم أضطروا بسببها للعودة الى أبها وابلاغ المتصرف بما حدث من بني شهر فجهز جيشا قوامه 20 طابورا من الجيش النظامي التركي وبعض القبائل المشاركة معهم من عسير وقحطان وشهران وزحفوا الى تنومة وعند وصول الخبر الى الشيخ فائز بن عبدالرحمن آل عريف وهو ابن عم الشيخ شبيلي والشيخ فراج بن شبيلي وقبائل بالحارث في تنومه تجهزوا وانتشروا على امتداد جبل آل زخران الممتد من جبل منعاء شرقا الى جبل الأربوعة غربا ووصل الجيش التركي الى تنومة صباح يوم ثلثاء من شهر رمظان سنة 1335هـ ودارت المعركه في مكان يسمى آل زخران لمدة يومان كما أن قبائل العوامر وبني التيم وباقي قبائل بني شهر المناهضين للأتراك انضموا الى أخوانهم في تنومة استخدم فيها الأتراك البنادق والمدافع وبني شهر لم يكن لديهم الا البنادق والخناجر ، وقد تضررت منازل في تنومة بقذائف المدافع00 ولكثرة القتل في صفوف الأتراك لليوم الأول والثاني من القتال حيث قدر عددهم بالمئات00 وفي اليوم الثاني للقتال ( الأربعاء ) استسلم قائد الحملة التركية وطلب الصلح و إيقاف الحرب حتى يتمكنوا من دفن جثث قتلاهم التي امتلأت بها منطقة القتال وأصبح دفنهم صعب على بني شهر حيث غادر الأتراك تنومة وبقيت بعض جثث قتلاهم مكانها وخوفا من الأمراض والروائح الكريهة أجبروا على دفنهم في الآبار الجافة لكثرة أعدادهم , و قتل من بني شهر في تلك المعركه حوالي (ستون) رجلا منهم الشيخ فائز بن عبدالرحمن آل عريف من اسرة آل عريف و عبدالله بن عساف من نحيان وعبدالله بن غرمان من آل بهيش وعامر بن فهران من بالحصين والخناب من آل وليد ،و طلب المتصرف من بن عائض وشيوخ عسير للتدخل والصلح واجتمعوا كبار بني شهر والقائد التركي يوم الخميس في منزل الشيخ عوض بن طله من قبيلة آل صفوان في تنومه وهو صهر الشيخ فراج بن شبيلي حيث كان رجلا فروسي ومعروفا بدهائه في المفاوضات وحل الكثير من الخلافات والنزاعات بين القبائل كما حضر ايضا الشيخ بن دعبش شيخ آل وليد والشيخ علي بن زراب شيخ كنانه وهما شيخان فارسان ذوحكمه وكانوا يتدخلون ايضا في الصلح وحل الخلافات بين القبائل وكلمتهم مسموعه لدي الآخرين وكان مع الأتراك شخص من عسير يتحدث اللغة التركية إضافة إلى عدد من كبار رجال القبائل من عسير الذين شاركوا الأتراك في هذه الحرب و بعد المفاوضات التي امتدت إلى المساء اشترط بني شهر إطلاق الشيخ شبيلي من الأسر أما باقي الشروط فتبقى حتى الوصول الى أبها و الإجتماع بالشيخ شبيلي 00في هذه الأثناء أمر القائد التركي بقطع رؤوس اثني عشر رجلا من قتلى بني شهر و أرسلها للمتصرف في أبها ومن بينهم رأس الشيخ فايز آل عريف وعندما رآها المتصرف محيي الدين أمرهم بإدخالها ووضعها أمام الشيخ شبيلي في مكان أسره و وضعوا رأس ابن عمه في صحن وأدخلوها عليه وطلبوا منه التعرف عليها وسألوه: هل عرفت هؤلاء؟؟ فقال : نعم00وقالوا له: يريد المتصرف أن يعرف ردك 00 وكان في وضع لا يحسد عليه خاصة بعد مشاهدته تلك الرؤوس 00 فرد و قال: هؤلاء أشقياء ، وأدرك أنهم يستدرجونه ليقول قولا غير مناسب فيعطيهم الفرصه لقتله 0يقول الشيخ شبيلي بعد خروجه من الأسر كنت أتفقد الرؤس وأتعرف على وجوههم واحدا واحدا فعرفت ابن عمي الشيخ فايز ابن العريف وبعض الوجيه الأخرى ولم اعرف بعضا منها لتغير ملامحها فأدركت بأنه قد حدث مذبحة وحان الوقت لقتلى فسألت مترجم كان معهم ماذا حدث قال سوف تأتيك الآخبار وفوضت امرى الى الله 0 

ازداد الموقف صعوبة بالنسبة للأتراك ، وتدخلوا شيوخ وكبار قبائل عسيرا بطلب من المتصرف00 بدأوا التوسط بين الدولة وبني شهر ، واقترحت قبائل عسير من بني مغيد وبني مالك وعلكم وربيعه ورفيدة ربع ابو نقطة المتحمي على أن يقوم المتصرف بإطلاق سراح الشيخ شبيلي و أن يوقف بني شهر الحرب ، وفي هذه الآثناء وصل الى ابها مفاوضي بني شهر وتقابلوا مع بن عائض وشيوخ عسير وطلبوا مقابلة الشيخ شبيلي وعند مقابلته أخبروه بما حدث كما أبلغوه بشرط بني شهر و هو: فكه من ألأسر 00 ثم انضموا شيوخ عسير أبو نقطة المتحمي والشيخ بن حامد والشيخ بن مفرح والشيخ بن دليم شيخ قحطان والذي تربطه علاقة جيده مع الشيخ شبيلي منذ حصار ابها كما حضر شيخ باللحمر بن محيا وكان ايضاعلى علاقه جيده مع الشبيلي وعددا آخر من المصلحين وبعد المشاورات أضاف الشيخ شبيلي وبني شهر شرطان اضافة الى الشرط الأول لا يمكن الصلح دونهما الشـرط الأول : إخـراج الأتـراك مـن النمــاص ومـن باقـي أراضـي بنــي شهر00 والشرط الثاني : عدم مرورهم من أراضي بني شهر أفرادا أوجماعات مهما كانت الأسباب0 ونقلوا هذه الشروط الى المتصرف التركي حيث رفض الشروط في ذلك اليوم وفي اليوم الثاني وافق على شرط واحد وهو سحب الحامية التركية من النماص وأبلغوا الشيخ شبيلي فرفض الا القبول بهذين الشرطين وأضاف بني شهر شرطا رابعا وهو أنه اذا لم يتم الصلح خلال ثلاثة أيام والموافقة على هذه الشروط فالحرب مستمرة ، وفي اليوم الثالث وافق المتصرف على هذه الشروط وكان له شرطا واحدا وهو: أن يحضر الشيخ شبيلي الى أبها كل 60 يوما 0 

وأطلق سراحه بوجود شيوخ وقبائل عسير وشهران و باللحمر الذين تجمعوا في البحار أمام مقر المتصرفية التركيه في أبها و وخرج الشيخ شبيلي وأطلقت إحدى وعشرون طلقه احتفاء بهذه المناسبة كما تم استعراض عسكري في البحار 00 وقد استقبله المتصرف وشيوخ القبائل والقبائل المتواجدين في مكان الحفل وقد أمر المتصرف بصرف روا تب شهرية لشبيلي و سبعين بندقيه وعدد من الخيل ، وكان هذا الكرم محاولة لإستمالته وقبائل بني شهر الى جانبه بعد أن حس بالحركة القادمة من نجد 0 

وعند مغادرة شبيلي ابها ذكره المتصرف بأن يعود بعد شهرين ، ولم يكن المتصرف على ما يبدوا يقدر أن القلوب تغلي غليان الماء في القدور بسبب الرؤوس التي قطعت وعلقت فوق البيوت ، وصل الشيخ شبيلي الى تنومة ومن معه من قبائل بني شهر وأخذ وعدا على نفسه بطرد الأتراك من عسير مهما بلغ الثمن 00 وبعد مرور 60 يوما لم يذهب الشيخ شبيلي لمقابلة المتصرف فأرسل في طلبه إلا أنه رفض وقال للمرسول ابلغ محيي الدين اذا أتيت الى أبها فلن آتي إلا بقبائل بني شهر وعندما علم المتصرف بهذا الرد أرسل شخصا و معه قذيفة مدفع أعدت للإنفجار كقنبلة يدوية رميت من شباك غرفة الخيل في أسفل منزل الشيخ شبيلي في تنومة إلا أنه لم يصب أحدا بأذى 0 

وهذه قصديتين للشاعر ظافر بن جاري البكري رحمه الله بهذه المناسبة 

شلت البيضاء لبني شهر من كل ريع تنشرى

ام هـي فالمـن لـم يذخـر المـال والـدم فالقـرى

اهـل فعـل يطـرا به نهـار الثلاثـاء في تنومـة

كـل رجال منهـم نـده الـفـيـن تـرك وعـربــي

لم يخرعهم المدفع وضرب المعشر والمكينه

والعـرب والعساكـر تحت هـد الجنابي هاربين

يزهم ظافر ولد عامر عالى سعد فيقل ياسعود

والتـقـف منهـم الخناب ويقـول عـوده يارجال

لـو يكـن جاء عليهـم مثلهـم سلـم القـايـم مقـام

شلت البيضاء لبن التيم يبني شهر ويحن نقول

و الـذي ماتبين مـندره وش حـن مـيـده نقــــول

شبعت الطير والحدايا وشبعت ذياب في الخلا

وله ايضا قصيدة بعد خروج الشيخ شبيلي من الأسر :

ياللـه انــا طـلـبنـا سـامـر فــوق خـلـقــه لايـنـام

دلـنـا يـاجـلـيـل الـملـك يومن لك في الحكم راده

وان تـفـرج لبـو فـراج حـرز البلاد ونـورهـــــا

سرني والسلامة لو تكن حبستـك جـت م القبايـل

كانت الجن رنت والنصارى اسلموا من صوتها

غير جت حبستك يالشيخ من باشة الترك المحيلة

ترك ماشي شيم حتى ابن عايض محمد سفــروه

واى فايز قتل في يانيـه لو شمت بعـض القـبايـل

فـان من مثلـكـم يامــن بحبسـه وتمـرق هيبـتـــه

شـور فايـز على العليـا وشـاروه بن يثلـه بهـــا

المراجع000

عسير في عهد الملك عبدالعزيز ، الدكتور بن زلفه

عسير ، للمؤلف علي أحمد عسيري

العثمانيون وحكومة ألأدارسة في عسير ، تأليف الدكتور يوسف حسن

المتوكل على الودود عبدالعزيز آل سعود ، تـاليف الأستاذ محمد منير 

الرحلة اليمانية ، تأليف شرف البركاتي

الحكم العثماني ، تأليف الدكتور فاروق أباظه 

رحلات في عسير للمؤلف يحيى إبراهيم ألألمعي

تاريخ في عسير ، تأليف هاشم سعيد النعمي

أخبار عسير تأليف عبدالله بن علي بن مسفر

في ربوع عسير تأليف رفيع محمد عمر

شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز تأليف خير الدين الزركلي

شبه جزيرة العرب تأليف الدكتور شاكر محمود

تاريخ المخلاف السليماني ـ تأليف محمد بن أحمد العقيلي

مذكرات سليمان شفيق باشا ل محمد بن أحمد العقيلي طبعة نادي ابهاالأدبي 

رجال وذكريات مع الملك عبدالعزيز للدكتور عبدالرحمن السبيت والدكتور عبدالعزيز الشعيل 

الثورة العرية للدكتور سليمان بن موسى 

فارس الجزيرةللمؤلف غـويزي بن سعد الجودي

رجال حول الملك عبدالعزيز للمؤلف الدكتور: عبدالله بن سعد أبو راس.

المقتطف من تاريخ اليمن... للمؤلف: الجرافي.

معـــارك جـبـلـيــــــة... للدكتور : عبدالعزيز بن عبدالرحمن الثنيان. 

شخصيات وكبار سن شاركوا ونقلوا تفاصيل تلك المعركه مثل الشيخ محمد بن شبيلي والشيخ سعد بن شبيلي والشيخ عوض بن طله والشيخ بن زراب والشيخ بن عاطف والشيخ عبدالوهاب بن زارع والشيخ عبدالله بن عوضه وغيرهم ،،،

منقول مع الشكر والتقدير من منتدى تنومة