Image

الملك فيصل بن عبد العزيز.. شخصية تاريخية أثرت العالم خيراً وإنسانية

الملك فيصل بن عبد العزيز.. شخصية تاريخية أثرت العالم
خيراً وإنسانية
رحلة سريعة في تاريخ وسيرة الملك فيصل بن عبد العزيز.


ولد الملك فيصل في مدينة الرياض، في المنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية في عام 1906م، وهو الابن الوحيد لوالدته، رحمها الله، والتي تنتسب إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله، وقد اعتنى والده الملك المؤسس عبد العزيز رحمه الله، بتربية الملك فيصل تربية عربية إسلامية، كما كان لوالدته دور حسن في التوجيه، بحكم انتسابها إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي قاد حركة الإصلاح الديني في منطقة نجد.

وأخذ الملك فيصل، ومنذ نعومة أظفاره، يتشرب صفات القيادة من والده الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ الذي كان حريصا على تعليم ابنه، مباشرة، فنون السياسة، وأساليب التعامل بنجاح مع الناس والمواقف المختلفة، مهما تباينت صفاتهم أو حاجاتهم، ما أثر في سلوكه رحمه الله، حيث عرف بالحزم والحلم وحسن الإدارة، الأمر الذي دفع بالملك المؤسس رحمه الله، إلى إسناد أدوار قيادية إليه في سن مبكرة.

واستمراراً لسياسة الباب المفتوح التي كان ينتهجها والد الملك فيصل، رحمهما الله، وجريا على عادة البدو، كان يقيم مجلسا مفتوحا لمناقشة القضايا المختلفة، ولرد المظالم، وساهمت شخصيته الآسرة، وقدرته المدهشة على التعامل مع أصعب المواقف بأسلوب عادل، في جعل الملك فيصل شخصية محبوبة في بلده، بل إنه عرف دوليا بوصفه رجل دولة من الطراز الفريد، ولم يكن الملك فيصل ـ رحمه الله ـ سياسيا ماهرا ودبلوماسيا محنكا فحسب، وإنما كان رجلا مثقفا، ومطلعا، ومحبا للشعر والأدب. وكان الفيصل ـ بالفطرة ـ إنسانا عظيم التواضع والنبل والاستقامة، وكان مسلما ورعا ملتزما متمسكا بعقيدته، واستطاع أن يحدّث السعودية من دون أن ينال ذلك من هويتها الإسلامية، وكان كل اهتمامه عظيما بالسعوديين، وكان إحساسه عميقا بمسؤوليته في تحقيق الرفاهية لهم.

ومع اعتزاز الملك فيصل بتراثه وتقاليد بلاده، إلا أنه لم يكن يراهما عائقا أمام الاستفادة من تقنيات العصر ومستجداته، وعزم على تحقيق التقدم الاقتصادي، والارتفاع بالمستوى الاجتماعي، والانتقال بالسعودية إلى مصاف الدول المتقدمة، وكان ـ رحمه الله ـ يردد «ينبغي أن نلحق بالعالم المتقدم، وأن نجد مكانا لائقا فيه». واستطاع الملك فيصل ببراعته وحساسيته، أن يتجاوز بعض الاعتراضات التي صادفت خطواته الإصلاحية، بتأكيده على أن الإسلام سيظل دستور البلاد، وأن التطوير لا يعني قطع الصلة بالماضي وتراثه المجيد.

وأدرك الفيصل أن تحقيق الرخاء والرفاه لبلاده، لن يكون إلا بتطوير القدرات البشرية وتنميتها، وأن المعرفة هي القوة، ومن ثم صمم على أن يكون التعليم نقطة البداية لبلوغ هذه الغاية.

ومع كل ما وجده من اعتراض، إلا أنه أصر على فتح أول مدرسة لتعليم البنات، وحرص على مواصلة مسيرة أخيه الملك سعود، رحمه الله، في ترسيخ بنية التعليم، والتوسع في إنشاء الجامعات، وابتعاث الطلاب إلى الخارج لتلقي الدراسات العليا، مما ساعد الشباب على اكتساب المهارات الإدارية والتقنية، وإعدادهم إعدادا علميا سليما، يؤهلهم لاستيعاب النقلة التحديثية، التي كان يحرص عليها.

وأدرك ـ رحمه الله ـ أن رحلة التحديث والتطوير طويلة وشاقة، إلا أنها مهمة وضرورية، ولكن لا بد من بدء الخطوات الأولى في هذه الرحلة الشاقة، وكان يردد دائماً بـ«إننا نبدأ الخطوة الأولى، ولا بد من السير على مهل، فلا أحد يستطيع أن يصنع المعجزات بين عشية وضحاها».

وقد وضع الفيصل برامج اجتماعية فعالة أخذت في التوسع، وواصل العناية بالجوانب الصحية فتوسع في توفير الرعاية الصحية الجيدة لكل المواطنين، وكان أسلوبه في الحكم يعكس طبيعته الإنسانية، فلكونه مسلما ملتزما، كان محبا للخير، ومع أنه كان منظما ومقتصدا، إلا أن الجود والكرم وعمل الخير كانت من المكونات الجوهرية لشخصيته. وكان اهتمامه كبيرا بقضايا الفقراء، وبتوجيه الأعمال الخيرية لإعانتهم على مواجهة ظروف الحياة، وقاد الفيصل ـ رحمه الله ـ السعودية إلى عصر جديد من خلال التعليم، ورعاية طلاب العلم، وإقامة بنية تحتية صلبة، والتوسع في الزراعة، وتشجيع الصناعة وتطويرها، وكانت خدمة الإسلام وأبناء وطنه في مقدمة اهتمامات الملك فيصل وأولياته.

وقد استطاع الملك فيصل أن يصنع سياسة داخلية ودولية، لها فعالياتها موازنا وموائما بين تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ومقتضيات الحياة العصرية، وتحقيق المصالح العامة للبلاد، من غير أن يكون بينها أي تعارض أو تناقض، وعرف عنه دفاعه الشديد عن القضية الفلسطينية; منذ مشاركته في تأسيس الأمم المتحدة، وظل يدافع عنها، كما تنم عن ذلك خطبه التي كان يلقيها في المحافل الدولية، والمناسبات الداخلية، إذا لم تكن تخلو من إشارات واضحة، وتظهر أسفه على ما آلت إليه المشكلة الفلسطينية، مع تأكيده على ضرورة تضامن العرب والمسلمين، من أجل إعادة الحق المشروع للفلسطينيين في وطنهم السليب، وقد ارتبطت الدعوة للتضامن الإسلامي باسمه ـ رحمه الله ـ لما بذله من جهد من أجل توحيد كلمة المسلمين.






تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا

0 التعليقات :

اخبار

مدونة الوان جنوبية ، قناة ، جنوبيات ، الوان جنوبية ، برامج ، مدونة الوان ، حصون ، شخصيات ، الوان ، ابها ، اندرويد ، ثقافة ، جنوبية ، فلكلور ، ادب ، هواتف ، قلاع ، صور ، فنون ، وثائقيات ، اثار ، مدونة جنوبية ، حضارات ، قبائل عسير ، سياحة ،طرب ، رقصات جنوبية ، فلكلورية ، خطوة ، رحلة ، التراث ، تاريخ ، حضارة ، اخبار ، مع ، ناريخ ، قصص ، امثال ، عسير

Social Icons

.

Featured Posts

.
Subscribe Via Email

Subscribe to our newsletter to get the latest updates to your inbox. ;-)

Your email address is safe with us!

حضارة وتاريخ

جميع الاقسام

أقسام المدونة :

بلوجر

زخرفة انجليزيه احترافيه

blockquote { display: block; margin-top: 1em; margin-bottom: 1em; margin-left: 40px; margin-right: 40px;
}

منوعات

صور ديكور


اخر التعليقات

الوان جنوبية. يتم التشغيل بواسطة Blogger.