رجال ألمع - علي الألمعي - عسير نيوز :
تقرير عن حياة الرجل الشهم الألمعي قبل مئات السنين, كيف عاش حياة الصمود والعزة
لكل إنسان على وجه الكرة الأرضية حياة وقصة يومية تبدأ بطلوع الشمس وتنتهي بغروبها , وفي هذا التقرير سوف أتحدث عن حياة الرجل ” الألمعي ” يبدأ الرجل الألمعي حياته منذ ساعات الفجر الأولى فعند آذان الفجر يتجه بعصاته نحو المسجد لأداء الصلاة مع جماعته في نفس القرية التي يسكن بها ثم يتجه لبيته لتناول وجبة الإفطار المكونة من القهوة والحليب وبعض حبات التمر وعند الإنتهاء يتجه هذا الرجل لابساَ زيه التقليدي المكون من العمامة ” التصمادة” والحزمة متجهاَ نحو أغنامة ليقوم بتغذيتها ” تضحيتها” ومن ثم الإشراف على حلبها وجلبه إلى بيته, وأيضاَ وخلال فصل الصيف يبدأ يومة من ساعات الفجر الأولى بالجلوس بجوار مزارعة ” بلادة” لكي يحميها من الطيور والحيوانات التي تداهم هذه المزارع وتقوم بأكل وتخريب المحاصيل الزراعية , يلجأ هذا الرجل في أغلب الأحيان بإنشاء ما تسمى ” بالشنعه” وهي عبارة عن غرفة مكشوفة يتم بنائها في أعالي مزارعة لكشفها ويقوم بالجلوس فيها خلال يومة حتى غروب الشمس.
وجبة الإفطار للرجل الألمعي القديم هي عبارة عن السمن والعسل والخبز الذي تم حصاده من مزارعه وكذلك وجبتي العشاء والغداء ونادراً ما يتم أكل اللحم الى في حالة قدوم ضيف له , ويقوم الرجل الألمعي أيضاَ بزراعة مزارعه قديماً بإستخدام الثيران وهي تعتبر لديهم أفضل من الحراثه التي تم صناعتها لهذا الغرض لأنها تعتبر دقيقة في توزيع الحب في المزرعة.
وكون رجال ألمع تتمتع بغطاء نباتي كثيف, فيجدون في ذلك مصدر رزق وفير لأغنامهم في الجبال التي يوجد بها كثافة في النبات والحشائش , وقبيل غروب الشمس تسكن الحياة وتبدأ رحلة استخلاص الحليب من الماشية, والإطمئنان على أعدادها ومناسبة المكان الذي تبيت فيه, وتفقدها غنمة للتأكد من وجودها كاملة وهي معروفة لديهم بالأسماء حسب لونها وعددها.
وفي الحياة الإجتماعية ودور الرجل الألمعي في مجتمعه ولأنه يمتاز بذكائه وحنكته فعند حدوث خلاف بين شخصين يتم إنهاء الخلاف بينها بإختيار مجموعة من الرجال وما يسمى لديهم بـ” العدول” يسمع هؤلاء الرجال للخصمين ومن ثم يجتمعون لإختيار حل مناسب مرضي للطرفين , وأتقن الرجل الألمعي منذ القدم الهندسة وفنونها, ودقة وجمال بنائه وتصميمه للبيوت القديمة المبنية من الحجر وهندسة بناء جدران المدرجات الزراعيه.
وعبر توارث العلوم والمعارف للإستدلال على المواقع, يستدل الرجل الألمعي بالنجوم لمعرفة فصول السنة ومواعيد الزراعه, كما في قول الله تعالى ” وعلامات وبالنجم هم يهتدون “.
تعلم الرجل الالمعي القديم القراءه وخاصة قراءة القران والكتابة عن طريق الكتاتيب , ويعتبر التراث الألمعي من أجمل أنواع التراث على مستوى المملكة من ناحية الأزياء وأيضاً بناء المساكن فعن الحديث عن زي الرجل الألمعي تجده يختلف من موقع لآخر لتجد أن أصحاب المناطق الحارة يلبسون ما تسمى بـ”الحوكة” وأصحاب المرتفعات الجبلية تجد لبسهم هو العمامة والحزمة , وأيضاً تختلف اللهجة من موقع لأخر , البناء الألمعي وكما ذكرت سابقة يمتاز بدقة وجمال التصميم وهو مبني من مقومات الطبيعة الموجودة بالقرب منهم كـ ” الحجر والاسقف الخشبية ” وتسمى هذه المباني بعدة أسماء وهي ” العلوي والسفلي والحصن والملهب ” ولكل مبنى أستخدام مختلف عن الأخر .
وشخصية الرجل الألمعي التقليدي تلاشت, وأصبحت تقتصر على عدد قليل تستطيع أن تحصيهم نظراً للتطور العمراني والتكنلوجي الذي تنعم به هذه البلاد والسبب الآخر هو نزوح المئات من سكان قرى وهجر ألمع إلى المدن الكبرى لطلب لقمة العيش , ويتمنى الرجل الألمعي التقلدي أن تعود هذه القرى لما كانت عليه مكتظة بالسكان من أبناء رجال ألمع والتمسك بالعادات والتقاليد التي كان عليها أبائهم وأجدادهم وتعليم أحفادهم هذه العادات حتى تبقى مستمرة للأجيال القادمة .
المصدر : عسير نيوز
0 التعليقات :