جرف ريده وجمال الطبيعه البكر
تضاريس وعرة ومصادر مائية تتدفق
تشبه محمية ريدة حدوة الفرس في شكلها العام حيث تسير حدودها الشمالية والشرقية والجنوبية تقريباً مع حدود تقسيم المياه، وتنفتح من جهة الغرب نحو «شعيب جو» الذي يرفده «شعيب ريدة». والمنطقة عبارة عن تكوينات جبلية شديدة الانحدار مواجهة للشمال والجنوب والغرب تغطيها نباتات كثيفة، تتكون في معظمها من غابات العرعر مع خليط من أشجار نباتات أخرى. وفي بعض هذه المنحدرات الشديدة تنعدم التربة تماماً وتصبح صخوراً جرداء خاصة في الجزء العلوي من المنحدر الجنوبي المواجه للشمال. وهناك الكثير من المجاري المائية التي تصب في « شعيب ريدة » وبعضها لا يتبين مجراها إلا عند السير على الأقدام في غابات العرعر، وذلك لأن بعض هذه المجاري المائية ظلت سطحية حيث لم تستطع حفر مجاري عميقة لها بسبب صلابة الصخور إلا أن بعضها نجح في حفر خوانق مائية عميقة، وهي عادة ذات كثافة نباتية عالية.
وأثناء هطول الأمطار الغزيرة تجرف السيول معها بعض الصخور الكبيرة التي تنحدر بشدة فتحطم صخوراً أخرى نتيجة اصطدامها بها وقد تقتلعها من مكانها، ولهذا ينتشر على سطوح هذه المنحدرات كثير من الصخور الصغيرة المتكسرة من كتل صخرية كبيرة تتسبب أحياناً في تدمير بعض النباتات الصغيرة وتكسير بعض النباتات والأشجار الكبيرة.
شق الطريق يلغي وعورة المنطقة
لم يكن في الماضي من المستطاع الوصول إلى الغابات في سفوح جرف ريدة إلا بصعوبة شديدة، وذلك عبر دروب وعرة لا تمر بخوانق الشعاب ذات الغطاء النباتي الكثيف، ولذلك بقى الغطاء النباتي في هذه المنطقة على حالته الطبيعية الأصلية لم تعبث به يد الإنسان، ولم يقض عليه الحيوان. وقد تغير هذا الوضع بعد شق طريق ترابي غير ممهد يشبه طريق العقبات، يمر عبر الجرف إلى قرية ريدة إلى شعيب جو وبعد شق هذا الطريق زادت اعداد السيارات التي تمر عبره وزاد عدد الماعز والحيوانات الأخرى التي ترعى في المنحدرات وقام الإنسان بقطع أشجار العرعر لاستخدامها للوقود أحياناً وللبناء أحياناً أخرى ويجد الزائر للمحمية حينما يقوم بالسير في هذا الطريق على الأقدام، أو بالسيارة متعة لا تضاهيها متعة حيث يستطيع تتبع أنواع النباتات والطيور، وهي تتغير مع الارتفاعات المختلفة للجبال.
تنوع فريد من الحياة النباتية والحيوانية
تتميز محمية ريدة بغطائها النباتي الكثيف، الذي تسوده أشجار العرعر المختلطة مع أشجار العتم ( الزيتون البري ) والطلح وغيرها، بالإضافة إلى تنوعها الحيواني الفريد، حتى أن البعض أطلق عليها «جنة السروات»، وتعد بيئة غابات العرعر بيئة مناسبة لحياة كثير من أنواع الطيور الفطرية التي تتخذ من هذه المواقع ملاجئ لتكاثرها. كما أنها توفر في نفس الوقت بيئة ملائمة لنمو كثير من النباتات الهامة التي تستوطن أرضية الغابات مثل السراخس والأعشاب الزهرية الفطرية. وتمتاز بيئة جرف ريدة عن غيرها بعذريتها، وعدم تأثرها بالنشاط الإنساني إلا قليلاً جداً، نظراً لوعورة المكان وصعوبة الوصول إليه. وتجاور محمية جرف ريدة «متنزه عسير الوطني» لكنها تقع خارج حدوده، وحدودها الشمالية ملاصقة لمتنزه السحاب وجبل السودة ( أعلى قمة في المملكة العربية السعودية، 3250م ). ولذا فهي موقع ذو حساسية عالية سيكون مردود حمايته على المتنزهات المجاورة من حيث توفير العناصر الحيوانية والنباتية العظيمة للمنطقة ككل.
أكثر من 300 نوع نباتي موزعة في ثلاثة نطاقات
تضم المحمية 332 نوعا من النباتات الفطرية تتوزع في ثلاثة نطاقات، حيث تحتل غابات أشجار العرعر والأشنات، التي تميز المنطقة، في النطاق العلوي منها قرب قمة الجبل. وهي بذلك تقوم بعملها كمصائد للمياه التي تكثفها من السحب التي تمر بها، وترسلها ماءً عذباً فراتاً نقيا للإنسان والحيوان والنبات في مجاري مائية مستديمة طوال العام كما ترتفع الرطوبة النسبية إلى ما يزيد على 50% في الصيف و 80% في الشتاء. ويأتي في النطاق الأوسط على سفوح الجبال أشجار الطلح والزيتون البري، وأنواع من الصبارات والشجيرات الأخرى، أما في النطاق الأسفل من الجبل فتسود الشجيرات الصغيرة والأعشاب لأنها أكثر انفتاحا وامتدادا.
ربع تنوع الطيور في المملكة
وقد كشفت الدراسات عن وجود ثروة حيوانية متنوعة بتنوع الحياة النباتية. فنجد في ريدة زهور النباتات البرية المختلفة بألوانها ورائحتها تجذب أنواع الحشرات المختلفة، كالفراشات وطيور الشمس، التي تتخذ من رحيق الزهور غذاء لها، وتنقل إلى الزهور الأخرى لقاحها.
ومن أكثر المشاهد في محمية ريدة الحرباء، وهي من السحالي التي تسمح لها عيونها المتحركة، وليونة تكوينها بالتخفي بين فروع الأشجار، وتغيير لونها ليقارب لون البيئة التي تعيش فيها وهناك قرود البابون « الرباح » التي تشاهد بكثرة في المحمية وهي تنتقل من شجرة إلى شجرة تبحث عن طعامها بين ثمار الأشجار التي تأكلها وتنتقل من منطقة إلى أخرى حيث تُخْرِِج بذور الأشجار مع فضلاتها، وبذلك فهي تعتبر من أهم وسائل النقل الطبيعية التي تزيد من أعداد النباتات النامية وتوسع من مناطق انتشارها. اما عن الطيور داخل محمية ريدة فقد تم تسجيل وجود أكثر من 98 نوعاً من الطيور البرية داخل نطاق المحمية، بالإضافة إلى 25 نوعاً أخرى في محيطها، وهذه الأرقام تعني أن محمية ريدة وحدها تضم 25% من تنوع الطيور في المملكة.
طيور مستوطنة ومهاجرة
هذه الأرقام والإحصاءات هي نتاج سلسلة متصلة من الدراسات والبحوث، أكدت أن محمية ريدة لها طابعها الخاص لأنها تحتوي على اعداد كثيرة من أنواع الطيور المستوطنة في المملكة، تلك الطيور التي انحسر وجودها في نطاق محدود من الجبال أو الجزر، ومن أهم تلك الأنواع المستوطنة من الطيور الحجل العربي احمر القدم، نقار الخشب العربي، الشادي اليماني، طائر ابو قرن، الزرزور أبيض القرنين وغيرها. إن الدراسات طويلة المدى التي قامت بها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها على الطيور المصادة بواسطة الشباك، والمعلمة بحلقات معدنية وبلاستيكية ملونة على الأقدام، والمعاد إطلاقها مكنت من متابعة حركتها، ومعرفة البيئات التي تختارها. وفي محمية ريدة لا يقف الأمر عند الطيور المستوطنة، فهناك العديد من الطيور الإفريقية الجميلة مثل حمام الزيتون، أحدث اكتشافات الهيئة في الجزيرة العربية، هذه الطيور تعد أشجار العرعر غذاء مهماً لها ولغيرها من الطيور. ويزداد الأمر عجباً، حينما تتخذ بعض الطيور من محمية ريدة محطة للتزود بالغذاء أثناء هجرتها بين أوربا وأفريقيا إضافة لبعض الطيور المهاجرة التي تقضي إجازتها الشتوية في أحضان محمية ريدة.
تراث فطري طبيعي
وقيمة اقتصادية كبيرة
وحينما ترى عزيزي القارئ بعض الطيور الجارحة الموجودة في المحمية، مثل الباشق، التي تتخذ من صغار الثدييات والسحالي والثعابين غذاء لها، تدرك أن محمية ريدة عالم طبيعي تتوزع فيه الأدوار بحكمة عالم الغيب والأسرار. نعم إن محمية ريدة تُعَدُّ بحق نموذجاً فريداً تقدمه الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية، فيها قالت الأبحاث العلمية كلمتها لتحفظ للطبيعة فطرتها، وفيها آتت الجهود الهادفة للإبقاء ولإنماء ثمرتها لتمتلك المملكة تراثاً جمالياً طبيعياً متنوعاً ثرياً. عالم فطري طبيعي غني، ستظل الجهود الصادقة تحيطه بالرعاية والمحافظة بإذن الله لتكشف المزيد من أسراره لكي ينتفع بها الإنسان في حاضره ومستقبله، ذلك الإنسان الذي حينما يعرف القيمة الاقتصادية والجمالية والتراثية لهذه المحميات فلن يفرط فيها أبدا.
(المكتوب باللون البني منقول)
بعض نشاط سكان القريه الرعي
القريه من الاعلى
حجاره مرصوفه وعلى ماظن انها طريق(جاده)قديم
متخلف حبشي
حمامه قميريه موجوده بكثره بالجرف
نبات لااعرف اسمه موجود بكثره
الضباب بقمة الجرف
بعض منازل القريه الحديثه
مدخل عقبة جرف ريده
عسى ان ينال اعجابكم واسف على الاطاله
تحياتي
محمد بن سيف
0 التعليقات :